الاثنين، 21 سبتمبر 2015

فصول من حياتى \\ الكاتبه نجاة حشانى

فصول حياتي :
**************
أنا حكاية شهد الزمان فصولها من المهد إلى أن شاخت أمانيه
الفصل الأول
(طفلة بحضن الربيع)
**************
كنت بذرة نمت برحم الجراح و عندما استكملت شهور الوهن كان مخاضها
معانقة لأحضان السواد لأرتشف الألم من صدر القدر لكن روحي استطاعت
أن تشق السواد بخيط رفيع من البياض فكان بداية لغرس ضعيف يحاول أن يبسط
جذوره بأرض الواقع و ينفض عن رأسه غطاء الأرض ليستنشق و لو بعضا من هواء الأمل.
احتضنت دفء الشمس و شعرت بالأمان في بستان حياتي الضيقة البسيطة و لكن سرعان ما أتت الأنواء بأول رسالة ألم فتحتها بأناملي البريئة فابتسمت من قسوة المكتوب فيها ثم نظرت
في عيون الحقيقة لأرى وجوه العذاب و قد كشفت عن أنيابها لكنني كنت أكثر قوة و أشد تحملا رغم أني لا أزال برعما يتطلع للحياة حتى و لو كان "على شفا جرف هار" من الأمل .
الفصل الثاني
(خريف يسقط أوراقي)
***************
و مرت الأيام وتوالت الفصول و ها هو فصل الاصفرار و تساقط الأوراق خريف أتى قبل الميعاد ،
يا له من منظر تتعرى فيه الحقيقة من ثياب الرحمة لتكشف عن سوء نيتها لتطعنني من دبر
دون ذنب لكن أغصان طموحي كانت أقوى و جذور محبتي للعلم كانت أعمق و أصلب
من أن تصلها يد الخريف الجائرة. لأظل صامدة شامخة أواجه لطمات الزمن متحدية إياه ،
و اتخذ من الحروف محرابا تقيم فيه ملامح وجهي و من المعرفة نبعا يستسقي منه إلهامي،
ثم رسمت لنفسي بأنامل الطموح لوحة أسميتها (طوق النجاة)
الفصل الثالث
(الشتاء...المطر وغسيل الروح)
********************
لطالما كان البكاء مؤنس وحدتي و لحاف الدفء الذي أتقي به من برودة أيامي فصدى صراخي كان لا يتعدى شفتاي كنت أنظر هنا و هناك لعلي أجد في الأماكن ضالتي أو في قطع الأثاث معينا لي لكن سرعان ما تنفض برأسي تلك الغفوة لأفيق من حلم أعلم أنه ليس لي...
لحظات قليلة و أسمع صوتا من أقصى النفس يردد:
(الدموع لا تنبت حياة ولا تروي أرضا الصبر سفينة بطيئة و مملة و لكنها أمنة اقفزي بداخلها
و انتظري! فالأمل حي ما دامت الحياة لا تنظري إلى سعادة من حولك و فرحهم بخطاهم السريعة و لكن انظري إلى من منهم بنقاء روحك و جمال مشاعرك انتظري رحمة السماء و اقتلي الحسرة ومزقي أوصالها.)
لحظات أخرى وتمر سحابة حبلى بأمطار الأمل تفرش رذاذها على مساحات الروح فتنقيها من دنس الحزن و بقع الألم و يمر كل هذا كشريط ذكريات مسجل وأنا أرقب الدهشة في عيون من
حولي وعلامات الإستغراب تكتب ألف سؤال و سؤال على وجوههم فأجيبهم بصمت و كبرياء! !
كلنا ضائعون في غياهب الحياة سائرون خلف وهم القدرة رغم أننا نعلم أننا لن نجني غير ما قدر لنا .
الفصل الرابع
(صيف الانطواء)
**********
و مرة أخرى يحاول الحب أن يصل إلي قلبي لكنه يمشي بخطى بطيئة فوق صفيح اليأس
الساخن فتلتهب قدماه لكنه يصر على الوصول إلي رغم العجز ( يصل عليلا) لكنه وصل و حملني على متنه ليخوض بي بحور الوهم والتجارب و على الرغم من وهن قواه إلا أنه وصل بي إلى مسافة لا بأس بها أرضتني بعض الشيء لكن سيف الفراق و البعد و الهجر و الإنطواء كان حادا سرق رقبتي في لحظة ملل فتدلت على صدر الخوف ورجفة المستحيل لا زالت توابعها تزلزل كياني!!

من دفتر حياتي الخاص نجاة حشاني N& H

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نورا تجلى بقلم شاعر الناي الحزين محمود درويش

 نوراَ تجلي. .......... لما لاح في الأفق اسم محمد تهللت السماء بالضياء والطير غردا كانت الدنيا بالجاهلية في ظلام فأقبل خير الأنام بالضياء مت...