الأربعاء، 23 سبتمبر 2015

ما قاله المجنون بقلم المبدع قاسم وداى الربيعي

ما قاله المجنون
________________
(1)
لا ترد السلام
وأنا ضريح العصافير
يمضي بي الليل في أزمنةِ البلوى
أحداقي مكتظة بعبور الأبراج الحجرية
أحمل معي دوي المذابح
وقميص يوسف وعربات العويل
كانت تقول : أن بغداد مسبحة العشاق
تعالى نبني عشنا في باطن الأرض
سراجنا تنور جائع
يلتهم الجمر ويفترش المواقد
لا ترد السلام
استأجرت قلب ينبض بالحصى
ولسان وبعض رصاصات
(2)
الهروب الى دجلة
سيكون..
ما كنتُ وحيداً
هُناك لي منزل عتباته سيقان الشجر
الصق ظهري بالنهرِ المهجور
أنهم يعرفون سكان الزجاج الملون
أن منزلي قصيدة
(3)
أحياناً، حين أكون بعيدا
أعرف معنى الفرح الراكض نحوي
هو يمنحني خطواته فأعبر
الأنهر المسنة رغم نظرات الغراب
أبحثُ عن الشمس في حروفي المهشمة
النخلة هي وحدهـــا رفيقتي
حين تخلى عني الشجر الهزيـــــل
(4)
اقترفت جرائم الشعر كلهــــا
مزقت حروفي في حضرةِ القصائد
أشعلت حريقي بصومعةِ الفراغ
أرهقتُ عيون الليل
سئمتني محطات منتصف المسافة
الباعة المتجولون
أغاني ( أنوار عبد الوهاب )
فمنْ يمنحني السمـــــــــــــــــــاح
(5)
أني خارج إليك أيها الصباح
أزرع الورد على أعتاب بيوت الأصدقاء
سأزرع الورد ولا يهمني إن كانت الأبواب موصدة
والقلوب ترتدي سرير الهجر
(6)
بكيت .. لكني سأبكي وأكتب
سأظل أذكر كيف كنتِ تَجرين خلف رائحة صورنا
ثرثرتنا
أماسي أوردتي
آه كم رخيص أنيني
منْ يدري أوراق البريد ستصل قبل احتضار الورد
منْ يدري ..
(7)
خرساء أغنيتي الجنوبية
أأنتِ صوت أبواب زنزانة المنفى
سأسيرُ عند رواق الرمل والظمأ
عسى يأتي صوت ( داخل حسن )
يسقي أغشية اللحن الميت
ويرقص القصب
(8)
حين سرقوا أسمالي وجدوهــــا في جيوبي
تستنشق حضارتي وحصوني
(9)
فوز..
ركلت ضفادع الرمل
أعلنت ثورتــــــها بركام أمة موؤدة
عباس بن الأحنف ..
أنا هنا أستيقظ
استيقظ ... أبصار الحي لم تعد تهمني
أحبك قالها القلب ولن أتردد
(10)
البعض يشتمني
ويرجمني
إذ يوما تحديت المجاذيف
قلت سأتسول بين الحانات
في مواكب العزاء
أجمع أصوات الكادحين
كي يراني الله بهيئة الوطن
خذله الكل وهو يحتضن الجميع
(11)
رسالتي الميتة هذه
منْ يلقيها بين خنادق الأزقة
ساعي البريد منشغلا بالبحث عن لارا
وأنا خبز ودم طير
أمرغ وجهي بجمرِ حماقاتنا
هي عبرت فضاءات بحر الروم
وأنا لا أملك ثمن مظروف ..
(12)
رفات اصدقائي الشعراء
صادرهـــا المعول
في المقابرِ الجماعية
بكيتُ على أحدهم
فصفعني عبيد الجلاد
فما عدت أشعر بالكارثةِ
حين اكتشفت بأن الجميع عبيد
(13)
لارا ..
لدي حقائب
وشيئٌ من رائحةِ المدافع
( سالم جاسم ) مغيب بلا تذكرة
كانت القاعة تضج بالوجوه
حين غيبوه كان كفنه ( الزي الموحد )
لارا .. لا قيمة لوطن بلا شهداء
(14)
رسائلي.. على جدارِ المعابد في بابل
تنتظر سبايا نبوخذ نصر
عسى هناك منْ يزيل عنهــا الغبار
(15)
هُنا ... فقدت أثري
كم شقي هذا الزمن
لا يرحم حسرة الضفاف إذا أشتد الظمأ
.......... قاسم وداي الربيعي ...بغداد \ 2015 ....................
_______________________________________________

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نورا تجلى بقلم شاعر الناي الحزين محمود درويش

 نوراَ تجلي. .......... لما لاح في الأفق اسم محمد تهللت السماء بالضياء والطير غردا كانت الدنيا بالجاهلية في ظلام فأقبل خير الأنام بالضياء مت...