السبت، 7 مايو 2016

[كوليرا الوطن العربي ] بقلم / كاظم مجبل الخطيب ..بغداد

[كوليرا الوطن العربي ]
.....................................
لم اعرف حبّكِ تجربةً عاديهْ
حتى تتحكّمَ فيهِ الانواء الجويهْ
هو اكبرُ من كلّ اعاصير الدنيا
هوَ اكثرُ تدميراً
من كلّ الهزّات الأرضيهْ
كيف تظنّينَ ستهزمني
كوليرا سائبةٌ
متسوّلةٌ في المدن العربيهْ
لا يمكنُ ان تمنعني
عن حبّكِ
عن عدواكِ
لأهربَ عنكِ بعيداً
أبقيكِ لوحدكِ
بين الاقوام الهمجيهْ
لوكنتُ تركتكِ
من يعرفني
اصبحُ دونكِ من غير هويهْ
يا وطني
وطن الكوليرا
من طنجنةَ
حتى صنعاءَ
مروراً بالنيلِ
وبالبحر الميّتِ
حتى عمّانَ
دمشقَ
وبغدادَ
وعفوكَ لو غابت عن بالي
بعض عواصمك المنسيّهْ
*************
آهٍ يا وطني
هل أنّ ترابكَ أنكرنا ؟
أمْ أصبحَ مُلْكاً ؟
لبغايا العصرِ
طواغيت الموتِ وأنجاسٍ
حرمونا حتى النومَ
على سطح منازلنا الطينيهْ
منعونا من دفن أحبّتنا
من غير تصاريحٍ أمنيّهْ
لا حاجةَ قالوا للقبرِ
هناكَ مشانقُ
أحياءَ نُعلّقُ فيها
أو نُحرقُ بالنفطِ
اذا فكّرنا
نحفرُ بئراً
تروينا ظمأ الايام الصيفيّهْ
*******************
حكّامكَ ياوطني
هل كانوا عرباً
ام غجراً
ام لقطاءاً حملوا الجنسيّهْ
أشرفهم من جاء بتوقيعٍ
او ختمٍ بالحبر السرّيِّ
من البيت الابيضِ
صاروا تجّاراً بدمانا
لم يأتوا بسلاحٍ نوويٍّ
او سفنٍ حربيّهْ
كي يرجعَ بيت المقدسِ
هم يخشون َ
ستغضبُ اسرائيلُ
فتحدثُ حربٌ كونيّهْ
ما زلنا نتشدّقُ
نذكرُ غرناطةَ
نحلمُ بالمجد العربيِّ
وبالعصر الذهبي
نتغزّلُ بالفتح الاندلسيِّ
ولكنّا نتجاهلُ مأساة فلسطينَ
وكيفَ أضعناها
بشعارات الوحدة والقوميّهْ
**************
ممنوعٌ في وطني
أن تعشقَ
أن تعلنَ
عن أسم حبيبتكَ الاولى
مسموحٌ ان يسلبها
منكَ السلطانُ والّا
يأمرُ بالقبض عليكَ
ويجعلُ من حبّكَ هذا
مفسدةً وقضيّهْ
من منّا يوقفُ مخموراً
من ساستنا
أو يسألهُ
كيف يقبّلُ راقصةً
من قدميها في ملهىً ليليّهْ
فهوَ لديهِ حصانتهُ
أن يأتي بالعهرِ
ليالٍ حمراءَ الى الفجرِ
يقيمُ صلاة الصبحِ
مئاة الركعاتِ
فلا فرقَ
اذا كان توضّأَ بالخمرِ
فمعذورٌ
لو يجهل ُ احكام الصلوات الشرعيّهْ
*****************
مسموحٌ للحاكمِ في وطني
تعديل الدستورِ
لكي يبقى آلاف الاعوامِ بلا موتٍ
فهو لديهِ حياةٌ أبديهْ
*************
خبراءٌ في التعذيب لدينا
فسراديبٌ
أنفاقٌ
ومحاجرُ جداً سرّيّهْ
اصواتٌ من تحت الارضِ
وآهاتٌ تستصرخُ
لاأحدٌ يسمعها
من يسلمْ منها
يصبح خيرَ نزيلٍ
في مستشفى الامراض العقليّهْ
***************
لكَ حقٌّ في وطني
أن تعصرَ بطنكَ
أن تشهرَ فقركَ
أن تذكرَاعداد الايتامِ
ولكنْ ممنوعٌ
أن تنشرَ ذلكَ
في القنوات المسموعةِ والمرئيّهْ
****************
لا يقبلُ ساستنا
نُصحاً من أحدٍ
فلكلّ رئيسٍ حاشيةٌ
ولكلّ اميرٍ او ملكٍ وعّاظٌ
هوَ فيهم صار نبيّاً
أو ربّاً
يعلمُ أسرار الغيبِ
ويفقهُ في الكتب الدينيّهْ
****************
لاأحدٌ
يقدرُ أن ينقلَ
أخبار البحر الابيضِ
فالغرقى ركبوا الموجَ
بغير جوازاتٍ
هي عاريةٌ
كاذبةٌ
البحرُ هو الغدّارُ
وما شأن الديوان الملكيِّ
وماذنب رئيس الجمهوريّهْ
***************
أبناؤكَ يا وطني
عجزتْ منهم
ارصفة المدن الغربيّهْ
يلتحفونَ الليلَ غطاءً
لو نزلَ البردُ
وهاجتْ ريحٌ شتويّهْ
ليس مهماً لو ماتوا
او صارو ا أنقاضاً
تنقلها سيارات الزبّالينَ
بلا تغسيلٍ
أو تكفينٍ
لا شاهدَ للقبر عليهم
تبقى ذكراهم بين الاهلِ عزاءً
ومناسبةً سنويّهْ
*****************
لا داعيَ في وطني
أن تصبحَ مجتهداً
او تبلغَ مرتبةً علميّهْ
فالتعييناتُ الى الاحبابِ
الى الانسابِ
وانْ كنتَ غريباً
لا تعرفكَ الحيتان البشريّهْ
فارهنْ دار أبيكَ
لتعطيهِ رشاوى
دعماً للمجهود الحربيِّ
وسدّ النقص بعجز الميزانيّهْ
وعليكَ مطيعاً
ان تنسى سهرَ الليلِ
واحلام الزملاء الحلوةِ
أن تلغي ايّام الكليّهْ
لكنّكَ يمكنُ
أن تلقى عملاً
في سوق الخضرةِ
والبسطاتِ
وانْ ترغبْ
في بيع الشاي المتنقّلِ للسياراتِ
بقرب اشارات الطرق الضوئيّهْ
أحياناً تقديراً
لشهادتكَ العليا
يصدرُ مرسومٌ جمهوريٌّ
كي تعمل كنّاساً
بأجورٍ يوميّهْ
**** **************
لا تستغربْ لو تسمعُ في وطني
أنْ تدفعَ خمسون امرأةً
ديّةَ مقتولٍ
يتحرّشُ بالفتياتِ ولم يبقِ صبيّهْ
فالمرأةُ لا رأيَ
ولا احساسَ لديها
بقوانين الاعراف القبليّهْ
*******************
مسكينٌ وحدكَ يا وطني
ان يبقى حلمكَ
حلماً عربيّاً
أن يصحو شعبكَ
في كلّ زمانٍ لا يجدُ الحريّهْ
لم تبقَ دموعٌ عندي
كي ابكيكَ وعذراً
لوجاءكَ نعيي
جُرحَ قصيدة شعرٍ
من يقرأها
يدرك انّي
في وطني كنتُ ضحيّهْ
..........................................
كاظم مجبل الخطيب -بغداد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نورا تجلى بقلم شاعر الناي الحزين محمود درويش

 نوراَ تجلي. .......... لما لاح في الأفق اسم محمد تهللت السماء بالضياء والطير غردا كانت الدنيا بالجاهلية في ظلام فأقبل خير الأنام بالضياء مت...