الأحد، 22 يناير 2017

غربة صب بقلم مصطفى محمد كردي

غربة صب
أتاني زمانٌ بالمكارِه يزأرُ
 وما كنتُ يومًا بالعظائمِ أقهرُ
ولكنها الأيامُ إن طالَ شأنُها
 تُغيّرُ في الأوصافِ والوصفُ يُعذَرُ
فطافَ على الأكتافِ شيبٌ ومثلُه
 يطوفُ بعُمرِ الظّهرِ والوهنُ يكبرُ
وما زال في القلبِ اشتياقٌ ولوعةٌ
 ومن عجبٍ أنّ المحبةَ تغزرُ
كأني شبابٌ في هواها وعيشُنا
 كأجمل أيامِ الطفولةِ يُزهِرُ
لها في افترارِ الثّغرِ رَقٌ و رِقّةٌ
 كما الوهجُ في صيفِ الفؤادِ فأبهرُ
إذا ابتسمت دُرًّا وإن هي أسفرت
 على مثل شمسٍ بالمحاسنِ تُسفِرُ
تُذيبُ صخورَ الهمِّ من بردِ صبحِها
 وتشعلُ حربًا باحمرارٍ يُسعّرُ
فما كنتُ أحياهُ الجِنانُ قد انقضى
 وجاء عميقُ البينِ في الوجهِ يحفِرُ
تزلزلَ مني من نوازلِ بُعدِها
 جبالٌ لها عند الشدائدِ تحضرُ
فهذي عيوني والشتاءُ فصولُها
 فيا ويحَ صَبٍّ بالمدامعِ يزفرُ
حقيقٌ على وِدٍّ تقضّى به الهنا
 يلوَّعُ بالتّغريبِ والعمرُ يقصرُ
أداري انكساري في اشتغالٍ وسلوةٍ
 فإن ضاقَ سرّي فالمشاعرُ تجهرُ
حياةٌ تناهت عن سرابٍ وحسرةٍ
 فيا ليتها تُنهي الحزينَ فيُقبَرُ
مصطفى محمد كردي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نورا تجلى بقلم شاعر الناي الحزين محمود درويش

 نوراَ تجلي. .......... لما لاح في الأفق اسم محمد تهللت السماء بالضياء والطير غردا كانت الدنيا بالجاهلية في ظلام فأقبل خير الأنام بالضياء مت...