الوقتُ الضائع..
جلستُ خلف جدارَ الصمتِ..
أناظرُ الساعه..
دقاتهُا تنبضُ مع دقات قلبي...
أسمعُ صدى نبضاتها بأذني..
ودارت عقاربُ الزمن بذاكرتي...
عندما كنا صغاراً...
وأقومُ لمدرستي..
أتناولُ فطوري على عجل...
أركضُ بحيويةٍ وأمل...
سعيدةٌ انا بسرعة الوقت...
أحبُ مدرستي..
اتمنى أن أرتقي...
وتركضُ الساعات وسنينُ عمري..
كبرتُ وعملتُ وأسرفتُ على نفسي...
وساعاتٌ تجري..
لا تتعرقلُ...
ولا تتعب...
ولا يضعف نبضُها...
تهرولُ وكأنني أتقفاها بعصا...
لتزوغ مني...
وتبتعد عني...
حتى أفقتُ على نفسي...
بحلمٍ قصير...
قصيرٌ جداً....
ارويه الان بحكايتي...
كل عنائي ومعاناتي...
أُعَبِرَ عنها بقصتي...
سنواتٌ من عمري...
ترويها قصتي...
يا لعجبي..
ما أسرعَ دفةَ زماني..
حملت بجُعْبَتَي..
أحداثٌ وأقدارٌ...
طفولتي...شبابي....وقصة عُرسي..
وعندما نظرت الى صورتي..
وأفقت من ذهولي...
والشيب غزا مفرعي..
وتغيُر تقاسيمي..
ناظرتُ ساعتي...
واذا بها تدورُ بغرفتي...
ولم تشيخ مثلي...
ولم تهرم كقلبي...
ولم تضعف كقوتي...
ولم تتمنى الوقوف بأرضي...
شامخةٌ كعادتها ..وتجري...
كأنها بسباقٍ دَوْلي..
والناسُ حولها يتساقطون...
كأوراق الشجر...
تلاشت أسماءٌ من ذاكرتي...
وأبعدت أشخاصٌ من حولي...
وزمجرَ الزمنُ مُهدداً عمري...
انكِ تقتربي...
وهل كنتُ يوماً بعيدةً...
وأنا اتفقدُ ساعتي...
اعيشُ بها أحداث عمري...
لكنها لا تهترئ...
تسيرُ بنظامٍ لا يخطئ...
لو تعاكسَ الوجودُ بكل شيئ...
لا تتعاكس...
تسيرُ بنظامٍ أزليّ...
بفجرٍ وصبحٍ وإشراقةُ شمسي...
وظهرٍ وعصرٍ وتغربُ من عمري..
تحملُ احداثي لتبقى أمسي...
ولن التقي ساعاتي واحداثي...
الى يوم بعثي...
اللهُ عليك يا عمري...
تاريخٌ يقرأوة عملي..
بصحيفتي وديوان شعري...
كانت سيدة الحُسنِ ..
والان جدتي...
شاخت مشاعري...
وضعف بصري...
وأكل الزمان عليّ وشرب..
وانحنى ظهري...
وعقارب الساعةِ تجري...
ربِ منحتني الكثير...ووهبتني...
فهل لي بطلبٍ يسير....
ان تحسن خاتمتي...
ولا تجعل توبتي بوقتٍ ضاعَ متل عمري.
....
ابتسام البطاينه
كروان الاردن المغرد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق