الخميس، 5 يناير 2017

« الدب في الحضن » بقلم عبد العظيم كحيل

« الدب في الحضن »

خمس سنوات طَحْن
المُطَحَنَة بلاد الشام
أكلتْ الأخضر واليابس
خمس سنوات طَحْن
طَحنتْ الحجر والبشر
ثوار في الميدان
لعب أولاد صغار
(بالطُمَيْشَة) والحجر
شباب الحي لعبوا بالنار
والكبار...
الأخ الكبير والجار
لعبوا معهم ولعبوا فيهم
ولعبوا عليهم...
وأصبحت البلاد مَرْقَص للدبابة
مهرجانات لكل من هَبَّ و دَبَّ
نحن من استدعى
الدب الأكبر
الدب الذكر
أصبحت الأرض في قَبْضَتِه
وعلى الإناث مُسيطِر
إصطاد الفريسة
ومعه كلابه
قال لكلب مِن مَن صاحبه
إلى الفريسة أشار بإصبعه
قَسِّم صَيدنا
هذا الحمار أمامنا
قِسْمَة عادلة فيما بيننا
الكلاب تَعْلَم بِقُدَرةِ الدببة
قال قائدهم
نصفه لك
والرِبْع لنا
الرِبْع الأخير لأبناء جِنْسِنا
فضحك الدب سَاخراً
بضربة منه
مِن أعلى الشجرة تدلى
و إلتفت إلى الآخر
الآن عليك قِسْمَتُها
قال سيدي أنت أَتَيْت
مِن وراء البحار
وللعناء تَكَبَدْتَ
والفريسة أنتَ مَن إصطدت
نحن أصحاب الدار
و إخوتنا في الجوار
لِعَطْفك ومحبتك ورعايتك تكفي
ونحن نترك لك الخَيَار
ونقول لك بكل إحترام و فَخِر
سيدنا الدُب المُبَجَل
يا عالي المَقام
نحن تحت تاج حُكْمِك
والعدل فيما تراه
الفريسة فريستك
بالإجماع المُطْلَق تقرر
الثلث لِفَطورِك
والثلث لِغدائك
والثلث الأخير لعشائك
نحن نُمَصْمِص العظام هذا يكفينا
ونظرة منك تُحْينا
ضحك ألدب في سِرِّه
وقال مَن علمكم هذا
ردوا بالإجماع
وبالإخْضَاع
هذا الذي مُعلق فوقنا...
هكذا هو حال الثوار
ثور في البرية
يتناطَح مع أبناء جنسه
في القطيع
أنا الذكر المُسيطِر
فصائل تقاتل بعضها البعض
لا هو عاقل ولا هو فاهم
ولا هو للثورة مُؤهَل
وهو الضحية لأخيه
ولا يعلم ان أخيه و جاره
باعوه بدِرْهَم
والجميع للأسف أخوة
يتقاتلون على عصبية
آتينا من كل صوب دببة
إغتصبوا الأرض والعرض
وهدموا النفوس والديار
وهَامَت ألناس على وجوههم
مشردين مقهورين
للأسف هذا موطني اليوم
دائماً في كل حركة تَغْير
الطيبين من الناس
هم مَن يدفعون الثَمَن
خمسون عاماً إلى الوراء در
لنعود ونبدأ من جديد
ولا نتعلم..
” صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ “

« عبد العظيم كحيل »

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نورا تجلى بقلم شاعر الناي الحزين محمود درويش

 نوراَ تجلي. .......... لما لاح في الأفق اسم محمد تهللت السماء بالضياء والطير غردا كانت الدنيا بالجاهلية في ظلام فأقبل خير الأنام بالضياء مت...